آية الله رمضاني: أهم واجبات المراكز الإسلامية تبيين الكرامة الحقيقية للإنسان/ الشريعة الإسلامية تمتلك "جميع الركائز الذهبية"

السبت, 27 تشرين2/نوفمبر 2021

صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): اليوم أكثر من أي زمن مضى يجب على المسلمين أن يتحدوا؛ إذ أن العقل والفقه والقرآن يحكمون على ضرورة الوحدة.

ـ ألقى الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) آية الله "رضا رمضاني" كلمة في "مسجد الرحمن" بالعاصمة البلجيكية "بروكسل" حيث شارك فيه جمع من مسؤولي المراكز الشيعية في بلجيكا، وذلك أثناء سفره إلى أروبا الذي جاء بدعوة من مجلس الكنائس العالمي.

واستذكر آية الله "رضا رمضاني" حديثا من الإمام الباقر (ع) وصرح: وبناء عليه، إن الصلاة تشير إلى علاقة الإنسان بالله تعالى، والصيام يشر إلى رابطة الإنسان بنفسه، والزكاة تشير إلى علاقة الإنسان بالآخرين لحل المشكلات، والحج يشير إلى العلاقة الدولية، وعليه، ما إذا أراد الإنسان أن يعزز ارتباطه بجميع المواضيع، يجب عليه أن يعزز علاقته الولائيه وأن يوسعها.

* العقل والفقه والقرآن يحكمون على ضرورة الوحدة

وأشار سماحته إلى ضرورة الوحدة بين المسلمين وصرح: اليوم أكثر من أي زمن مضى يجب على المسلمين أن يتحدوا؛ إذ أن العقل والفقه والقرآن يحكمون على ضرورة الوحدة.

وحول ضرورة الحوار بين الأديان قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): على أتباع الديانات أن يسعوا لإقامة الحوار بينهم؛ إذ أن جميعنا وجميع الأنبياء نعود إلى حقيقة واحدة، فجوهر الأديان يعود إلى حقيقة واحدة، وهو الكرامة الإنسانية، وأهم واجبات المراكز الإسلامية تبيين الكرامة الحقيقية للإنسان.

وفيما يتعلق بمبحث الأخلاق في الإسلام بيّن سماحته: للنبي الأكرم (ع) كلمتين: "محاسن الأخلاق"، و"مكارم الأخلاق". إن محاسن الأخلاق تتحدث عن ارتباط الإنسان مع الآخر ومكارم الأخلاق تعود إلى التربية الذاتية للإنسان وباطنه. ولنا الفخر أن نشاهد في القرآن آيات كـ "قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" حيث تعد من الركائز الأخلاقية، فيقول الله تعالى فيها إن المعاشرة الحسنة لا تشمل المؤمنين والمسلمين فحسب، بل تشمل أتباع الديانات الأخرى، وهي ركيزة ذهبية، كما يشير أمير المؤمنين (ع) في وصيته إلى ابنه الإمام الحسن (ع) إلى نقطة أخلاقية شاملة، وهي: يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها.

001.jpg

 

002.jpg

 

003.jpg


* الإسلام يمتلك جميع الركائز الذهبية

وأضاف آية الله رمضاني قائلا: إن الفيلسوف الألماني هانس كونج له كتاب باسم الأخلاق العالمية، يمكن القول أن الأخلاق العالمية تحظى بهذه الركائز الذهبية، فجميع هذه الركائز الذهبية نجدها في الشريعة الإسلامية.

وفيما يتعلق بهذه النقطة أن نكون دعاة للإسلام بسلوكنا وأخلاقنا تابع سماحته: قد نتحدث عن قضية ما مئات الساعات لكن أحيانا صدور عمل أخلاقي له تأثير أكثر من قراءة مئة كتاب، وهناك من يقول أن النبي (ص) قال: ما قام الدين إلا بأموال خديجة وسيف الإمام علي (ع)، فهذا صحيح، لكن لأخلاق النبي (ص) الأثر والدور الأكبر في اعتناق الناس للإسلام في أقصر فترة من الزمن.

وصرح أستاذ السطوح العليا في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة: إذا قمنا بدراسة المسيحية نشاهد أن هذا الدين نهض بعد ثلاثمئة سنة بعد ظهور النبي عيسى (ع)، وقبل هذه الفترة كان أتباع هذا الدين يتعبدون في الخفاء كالجبال، في حين أن في زمن نبي الإسلام وفي فترة حياته المباركة كان المسلمين يفتخرون بإسلامهم علنا.

وشدد سماحة الشيخ رمضاني على حرية العقيدة والتعبير في الإسلام، وقال: إذا قرأنا جميع كتب التاريخ نجد أنه لم يحدث أي حرب أهلية في عشر سنوات عند حضور النبي (ص) في المدينة مع حضور أتباع مختلف الأديان في هذه البلدة؛ إذ كانت تسود حرية الدين والعقيدة في المدينة، ومن منظور الإسلام جميع الناس والبشر أحرار، ولهم حريتهم بأن يقبلوا أي عقيدة أو أن يرفضوها.

وفيما يتعلق بوجهة نظر آية الله جوادي الآملي حول الأخلاق قال: إن أستاذنا العلامة جوادي الآملي يقسم الأدب إلى ثلاثة أقسام: "أدب مع النفس"، أي: نقوم بتربية أنفسنا. "أدب مع الخلق"، أي: تُحدد علاقتنا مع الآخرين والقرآن الكريم هو معلم الأدب. "أدب مع الله"، وهو الذي يعزز علاقة النفس مع الرب حتى نتخلق بالصفات الإلهية.

وأضاف الأمين العام للمجمع العالمي لاهل البيت (ع): هناك رواية وردت عن الإمام الرضا (ع) حول المؤمن الكامل يقول فيه الإمام الرضا (ع): لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله عز وجل: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ". وأما السنة من نبيه صلى الله عليه وآله فمداراة الناس فان الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة الناس فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء فان الله عز وجل يقول: " والصابرين في البأساء والضراء ".

* هناك فرصة ذهبية في المراكز الشيعة للتعريف بمدرسة أهل البيت (ع)

ولفت سماحته إلى أن "هناك فرصة ذهبية في المراكز الشيعة للتعريف بمدرسة أهل البيت (ع)"، وأضاف: إذا تولينا جميعنا أهل البيت (ع) حينها يجب أن نتوادد معا ولا نختصم؛ فإن بث الخلافات بيننا لا مبرر له، ويتسائل العلامة الطباطبائي في تفسيره للآية "جاء الحق وزهق الباطل" لماذا هناك مشكلات وخلافات في الإسلام مع أنه دين الحق، لكن في عالم الكفر لم نشاهد خلافات؟ فيجيب: إن محتوى الإسلام كامل وشامل لكن المسلمين لا يسلكون في طريق واحد الأمر الذي يؤدي إلى بث الخلافات والنزاعات في المجتمع الإسلامي، لكن محتوى الكفر باطل، لكن في قضية واحدة هم متفقون وهي الوحدة بينهم.

ولفت آية الله رمضاني بأن الإسلام دين الرحمة، والعقلانية ويهتم بالمجمتع، وما تفعله داعش هي صناعتها، ولا علاقة لها بالإسلام.

وفي الختام قال: إن شاء الله نتمكن من اغتنام هذه الفرصة المتاحة بالأخص ننتفع من العالم الافتراضي في سبيل تبيين الإسلام في العالم.

المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام)

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.

أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.

قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.

  • ایران - تهران - بلوارکشاورز - نبش خیابان قدس - پلاک 246
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

اتصل بنا

موضوع
البريد الإلكتروني
الرسالة
4*7=? قانون الضمان