شارك قائم مقام الأمين العام ومدير الشؤون الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في برامج "مصباح" التي تبث من قناة القرآن والمعارف للجمهورية الإسلامية، وتطرق إلى شرح نشاطات "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع) حامي الرسول الأعظم (ص)".
وفي بداية البرامج بارك سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أحمد أحمدي تبار السنة الشمسية الجديدة للمشاهدين، معربا عن أمله أن تحل مشكلات المجتمع البشري وأن تزيل جائحة كورونا التي ابتلى العالم بها.
وفي مقدمة كلمته أشار إلى تاريخ وهيكل المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ونشاطاته والهيئة العليا والجمعية العامة التابعتين له في نشر مفاهيم أهل البيت (ع) ورفع المستوى الفكري والثقافي لأتباع أهل البيت (ع) والمساعي المستمرة من أجل حل مشاكل الشيعة في العالم عن طريق المنظمات الدولية، وأنها تعد من مهام المجمع ورسالته.
وأضاف: إن ترجمة وإصدار أكثر من 2000 كتاب في 60 لغة حية عالمية وتأسيس وكالة أهل البيت(ع) (ابنا) والتي تنشط بـ 25 لغة لدعم إعلام أتباع أهل البيت (ع) في مختلف أرجاء العالم، وإقامة المؤتمرات العالمية ومختلف النشاطات الثقافية الأخرى، جميعها تعد من إجراءات المجمع العالمي لأهل البيت (ع) لتحقيق أهدافه.
* شرح نشاطات "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع) حامي الرسول الأعظم (ص)"
وفيما يتعلق بشرح نشاطات المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع) حامي الرسول الأعظم (ص) أكد أمين هذا المؤتمر أن أبا طالب (ع) كان من أكثر شخصيات التاريخ الإسلامية ظلامية، وقال: عندما جاء بنو أمية إلى الحكم منعوا من التبيين الصحيح لهذه الشخصية، ثم من بعدهم بنو عباس أيضا لم يسمحوا بتعريف هذه الشخصية كما ينبغي لها، وذلك بسبب العديد من الدوافع المختلفة
وصرح الشيخ أحمدي تبار: إثر النشاطات الإعلامية لهؤلاء الأعداء في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث وما بعدها، نشرت مزاعم حول أبي طالب (ع)، في حين أن أبا طالب (ع) شخصية عظيمة، ومن مختلف الأبعاد يعد قدوة وأسوة للمجتمع البشري.
وحول مؤامرات اليهود ضد النبي (ص) ودور عبد المطلب (ع) وأبي طالب (ع) في الحماية عنه (ص) صرح مدير الشؤون الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): هناك بعض من اليهود دبّروا مؤامرات عديدة حتى لا يولد نبي آخر الزمان، فدس السم إلى هاشم جد النبي (ص) ومات مسموما في غزة، وقبره هناك، وكانوا يسعون جاهدين حتى لا يولد النبي (ص)، وحينما ولد النبي (ص) كان محل اهتمام ورعاية عبد المطلب ويراقبه بكل حواسه.
وتابع سماحته: وعندما حضر عبد المطلب الموت كان له وصية مفصلة وأوصى بأبي طالب (ع) من بعده، في حين أن أبا طالب لم يكن أكبر أولاده ولم يملك ثروة ولم يكن عنده رأس مال، لكنه يحظى بشخصية حكيمة وكان مديرا ومدبرا ورشيدا. إن ثلثي وصية عبد المطلب كانت تختص بالنبي الأكرم (ص)، حتى تبطل مؤامرات اليهود، وتمسي المؤامرات غير فعالة، وبناء عليه نشاهد أن أبا طالب لم يقم برحلات تجارية ما عدا ثلاثة أو أربعة رحلات إلى أن يصاب بالمجاعة ويواجهة مشاكل، فمن ذلك الحين ولا حقا كان يصطحب النبي (ص) معه في أسفاره التجارية.
وفيما يتعلق بمؤزارة أبي طالب للنبي (ص) ومساندته إياه صرح قائم مقام الأمين العام ومدير الشؤون الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): عندما بعث النبي الأكرم (ص) إننا نشاهد أبا طالب (ع) حيا وحاضرا في جميع لحظات النبي الأكرم (ص) وجميع لحظات الإسلام، فكان أبو طالب (ع) يدبر ويدير جميع القضايا بأفضل ما يمكن ويدافع عن النبي (ص) ويشري جميع الصعوبات بنفسه في سبيل ذلك، وكان له حضور فعال في جميع المواقف، فكان يتمتع بعلاقات وإدارة وديبلوماسية فريدة ومنقطعة النظر، فيجب أن يقتدى به في هذه الأبعاد.
وتابع: إن المسلمين عندما كانوا في ظروف صعبة وتحت أذى المشركين وضغوطهم، يبادر أبو طالب بإرسال جمع من المسلمين بقيادة "جعفر بن أبي طالب" إلى الحبشة، وذلك لعلاقته (ع) بملك الحبشة، ففي جميع مؤامرات أعداء الإسلام وفي جميع القضايا كان أبو طالب (ع) عميد الإسلام المجهول ورجل المقاومة. لدينا العديد من القادة المجهولين، فليس هناك قائد وعميد مجهول كأبي طالب (ع)، وعندما وضعوا المشركين النبي (ص) في أصعب الظروف منها الحصار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كان أبو طالب (ع) يدافع عن النبي (ص) في جميع الجهات وبأفضل ما يمكن قام بإدارة الأمور، فإن أبا طالب (ع) يعد قدوة وأسوة في هذه الأبعاد.
وفيما يتعلق بأن "الشيخ البطحاء من الشخصيات التي تحدث التاريخ عن جميع أحداثها" أضاف حجة الإسلام أحمدي تبار: عندما توفي أبو طالب (ع)، قيل للنبي (ص): أخرج من مكة، أي: لا مكان لك في مكة؛ لأنه ليس عندك من يحميك.
وعن تفاصيل نشاطات مؤتمر أبي طالب (ع) الدولي قال سماحته: إن مؤتمر أبي طالب (ع) الدولي (ع) كان يسعى ليبيّن مختلف أبعاد شخصية أبي طالب، فكانت لجنة المقاومة إحدى لجان هذا المؤتمر، وقد شارك فيها جميع تيارات المقاومة وتطرقت هذه اللجنة إلى مختلف المقاومة لشخصية أبي طالب، كما تطرق هذا المؤتمر إلى الأبعاد الأخرى لأبي طالب (ع) كالبعد الأدبي وأشعاره، وقد أوصانا الأئمة (ع) أن نتعلم هذه الأشعار ونعلمها أولادنا، ونشاهد أن هذه الأشعار تتضمن مفاهيم عالية.
وأضاف قائم مقام الأمين العام ومدير الشؤون الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): عندما انطلقنا بالقيام بأعمال مؤتمر أبي طالب (ع) وعزمنا أن نبادر بشكل جاد بهذا المؤتمر- وبهذه الرؤية على أن المؤتمر مؤتمر دولي وأن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) يرعى إقامته - ذهبنا إلى جميع المسلمين حتى نتمكن من الخوض في هذه القضية. إن الشيعة زودونا بمقالات عديدة، فذهبنا إلى مختلف مذاهب أهل السنة وفرقها، والمتصوفة، والسلفية، فشارك في المؤتمر شخصيات علمية بارزة من أهل السنة من جامعة الأزهر في مصر، فكتب الشيخ "محمود عكام" وهو من كبار أهل السنة في سوريا ومفتي حلب مقالا في الرد على أن أبو طالب لم يؤمن وكان مشركا وما شاكل من هذه التهم، وترجمت مقاله تحت عنوان: "يا أهل الإيمان! كان أبو طالب مؤمنا، ومن يشك فيه فأثمه عليه".
وتابع هذا الأستاذ في الحوزة والجامعة: فضلا عن الشيعة الاثني عشرية شارك أهل السنة وأتباع الفرق الشيعية الأخرى كالزيدية والإسماعيلية (البهرة والآغاخانية) والعلويين أيضا في المؤتمر وقدموا مقالات جيدة. كما أن الدروز الذين لم يتطرقوا عادتا في مثل هذه المجالات قدموا مقالات في المؤتمر، وشاركت الأباضية من عمان أيضا، والجميع قدموا أعمالا قيمة حول أبي طالب، وجمعت المقالات لهذا المؤتمر في عشرة كتب، فبلغت الكتب والمقالات المشاركة في المؤتمر حوالي 30 مجلدا، وتم الإزاحة عن بعض هذه الأعمال في الحفل الختامي للمؤتمر، ويجب اتخاذ اجراءات أخرى لإصدار القسم الآخر من هذه الأعمال.
وحول نشاطات هامش مؤتمر أبي طالب (ع) الدولي قال أحمدي تبار: كنا نرى أنه من أجل خلود هذه الأبحاث لا بد من الذهاب إلى الفن، وبناء عليه أصبح لدينا نشاطات فنية في هامش المؤتمر، وكان نتاجه أعمالا جيدة وقيمة، على سبيل المثال: حضر عدد من أبرز الخطاطين في حرم السيدة فاطمة المعصومة (ع)، وكتبوا لوحات خطية جميلة حول أبي طالب، كما انعقدت أمسية شعرية حول أبي طالب وأنشؤوا الشعراء من داخل إيران وسائر البلاد أشعارهم في هذه المراسيم، وقد أقمنا مهرجان للأطفال والناشئين في هامش المؤتمر وتم إرسال أكثر من 1000 عمل إلى أمانة المؤتمر، وعقدنا مهرجان فنيا وإعلاميا حول أبي طالب، وقدّم فيها أكثر من 120 عملا فنيا.
وفي ختام برامج مصباح، سأل مقدم البرامج حجةَ الإسلام أحمدي تبار قائلا: إن الناس، وأهل الفن وأهل العلم إذا أرادوا أن يطلعوا عن آخر إنجازات هذا المؤتمر، فكيف يمكنهم أن يتوصلوا إلى ذلك؟
فأجاب أمين المؤتمر: إن لمؤتمر أبي طالب موقعا إلكترونيا، وجميع أعمال المؤتمر رفع ووضع فيه، وفضلا عنه هناك أعمال ومقالات حول أبي طالب في موسوعة ويكي شيعة الإلكترونية يمكنهم مراجعتها والاطلاع عليها، ولدينا مكتبة رقيمة رفعت فيها أعمال هذا المؤتمر.
وأكد سماحته على أنه أعددنا مجموعة جيدة حول أعمال مؤتمر أبي طالب (ع) قدمناها إلى بعض الإعلاميين حيث توفر لهم نشاطات حول أبي طالب (ع) يمكنهم الاستعانة بها على مدى عشرة أعوام.
وفيما يتعلق بالمؤتمرات التي ستنعقد في المستقبل برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) قال حجة الإسلام أحمدي تبار: لدينا قراءات حول "الصحابة الأبرار" يجب متابعتها، على سبيل المثال: إن حمزة سيد الشهداء من الشخصيات المظلومة في التاريخ، أو السيدة خديجة (ع) لم تدرس شخصيتها كأم المؤمنين، فمن المقرر أن نتطرق في المستقبل إلى مثل هذه الشخصيات في إطار "الصحابة الأبرار".
والجدير للذكر، انعقد "المؤتمر الدولي لأبي طالب ناصر الرسول الأعظم (ص)" برعاية "المجمع العالمي لأهل البيت (ع)" وبمشاركة "العتبة الحسينية المقدسة"، و"ومؤسسة أبي طالب (ع) للبحث والنشر"، و"المجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية"، و"المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية"، و"جامعة المصطفى (ص) العالمية"، و"مركز الحوزة العلمية لتعليم اللغات"، و"جامعة أهل البيت (ع) الدولية"، و"مؤسسة التراث النبوي الثقافية"، و"مركز دراسات الذرية النبوية"، و"مؤسسة القاسم بن الحسن (ع) الثقافية والدينية"، و"مؤسسة أبناء الرسول (ص) الثقافية والفنية"، وعدد من المؤسسات الدينية، والثقافية.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.