موسوي نجاد: إيران واليمن لهما حضارة مشتركة

انعقدت جلسة علمية تحت عنوان "دور علماء الدين والمفكرين في نهضة صحوة الشعب اليمني ومقاومته" في قاعة الاجتماعات بالمجمع المجمع العالمي لأهل البيت (ع)  بمدينة قم المقدسة.

موسوي نجاد: إيران واليمن لهما حضارة مشتركة

وفقا لما أفاده الموقع الرسمي للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) - أقيمت جلسة علمية تحت عنوان "دور علماء الدين والمفكرين في نهضة صحوة ومقاومة الشعب اليمني" في قاعة الاجتماعات بالمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مدينة قم المقدسة، وذلك بمشاركة أساتذة الحوزة والجامعة.

وفي هذه الجلسة أبدى آراءه ونظراته الأستاذ في جامعة المصطفى العالمية وخبير في دراسات الشيعة الدكتور "عصام العماد" وأيضا عضو الهيئة العلمية في جامعة الأديان والمذاهب الدكتور "علي موسوي نجاد"، كما كان حجة الإسلام الدكتور "السيد إبراهيم معصومي" مدير قسم الدراسات الإقليمية في المجمع العالمي لأهل البيت (ع) أمين هذه الجلسة.    

 

موسوي نجاد: ليس لدينا معرفة كافية بالنسبة لليمن

في القسم الأول من هذا الاجتماع اعتبر الدكتور موسوي نجاد المعرفة هي الطريق الأفضل في العصر الراهن، وقال: إن العدو بسبب فهمه هذه القضية قد تقدم علينا دائما، كما أننا قد تأخرنا عنه بقليل. على سبيل المثال إن معرفة شيعة إيران من الشعب اليمني قليلة، واستغل العدو هذه الفجوة، وبادر بتأجيج نار النزاع.

وتابع: إن الظروف الجغرافية والإقليمية لليمن يعدان أهم سبب في هجرها في التاريخ؛ إذ أن المناطق الجبلية والتي يصعب الوصول إليها من الناحية العسكرية مهمة للغاية، وهذه القضية تسببت بأن حالت دون التواصل الفعال مع الشعب اليمني.  

وصرح أستاذ جامعة الأديان والمذاهب: إن الزيدية ومنذ تأسيسها حتى بداية عصر الغيبة كانت تسعى لتثبيث مكانتها كفكر مستقل، ومعظم خلافها مع الشيعة الاثني عشرية يعود إلى هذه الظروف، لكن بعد أن انتهت هذه الفترة من التاريخ، اتجهت هاتان الفكرتان دائما نحو التقارب واقتربت من بعضها البعض.

وتابع موسوي نجاد قائلا: كان الأئمة (ع) في زمنهم وعصورهم دائما يسعون إلى الحد من النزاع والخلاف مع الزيدية، ويثمنونهم، وفي قبال ذلك كانت الزيدية تعد الأئمة قدوة في العلم والاجتهاد، كما أن ظهور الخلافات كانت قضية طبيعية في تلك الفترة التاريخية وبحسب تلك الظروف، وقد أدت زيادة التفاهم المتبادل مع مرور الزمن إلى إزالة الخلافات التاريخية، حتى أصبحت الفكرتان متقاربتان في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف: هناك من علماء الزيدية في السابق كانوا لا يبدون الاحترام لأئمة الشيعة وذلك للتقية، حيث كان الأعداء يقومون بتفقيم وتصعيد مثل هذه القضايا،  لكن الزيدية في الوقت الراهن ترفض مواقف علمائها.

وقال أستاذ جامعة الأديان والمذاهب: إن الثقافة المشتركة بين إيران واليمن لها جذور في التاريخ والحضارة المشتركة بين البلدين، حتى ان بعض أهالي اليمن قبل الإسلام لهم أصول إيرانية وقد هاجروا من شمال إيران إلى اليمن؛ كما أن الشعب اليمني وحتى علمائها يحبون الجمهورية الإسلامية الإيرانية كثيرا، ويسعون إلى التواصل مع الشيعة في إيران.

واستنتج موسوي مما تقدم، وقال: إن التيارات الرئيسة للزيدية كانت منذ بدايتها وانطلاقها شيعية، كما أن فكرتهم كانت قريبة من فكرة الشيعة الاثني عشرية، لكن كان خلافهم في استمرار إمامة أهل البيت (ع)، فظهرت هناك تيارات منحرفة في الزيدية والتي لا تعد آرائها كأصول للمبادئ الزيدية، ولم تكن رمزا لفكرتها أبدا.

ومن جانبه تحدث أستاذ جامعة المصطفى العالمية (ص) الدكتور "عصام العماد" مبينا أفكار بعض علماء اليمن وآرائهم، جاء ذلك في القسم الثاني من هذه الجلسة.

العماد: ثورة إيران كانت بمثابة الأكسجين لليمن

هكذا بين عصام العماد السبب من وراء ازدهار الزيدية قائلا: إن "الشهيد حسين الحوثي" كان عالما كبيرا في الفرقة الزيدية، والذي كان سببا في التحول الفكري لهذه الفرقة، كما أن العالم الإسلامي ازدهر بعد الإمام الخميني، وبعد هذا الحدث العظيم هناك جماعة عارضته حتى أن عشرين عالما من علماء الزيدية أفتوا بقتل حسين الحوثي.

وتابع: كان السيد حسين الحوثي يبدي احتراما كبيرا للإمام الخميني، وكان دوما يسعى إلى ترويج وتدريس مبادئه في المجال الفقهي والكلامي، وكان يعتقد أنه لم يرى رجلا كالامام الخميني (ع) يفهم القرآن.

وقال الأستاذ في جامعة المصطفى العالمية (ص): إن مقاومة الشعب اليمني جاءت ثمرة لأفكار الإمام الخميني (ره)، وإن ثورة إيران كان بمثابة الأكسجين فاستنشقه الشعب اليمني، ولا يمكن ممانعته والحد منه.

وحول تاريخ الزيدية قال عصام العماد: بعد أن انحلت المعتزلة انتقل جميع كتب هذه الفكرة إلى اليمن وعادى علماء الزيدية  أصول ومبادئ الشيعة الاثني عشرية، وذلك بعد أن تأثروا بمبادئ المعتزلية؛ إذ أن المعتزلة على مدى التاريخ كانت تعادي الشيعة، والقاسم الرسي كان من علماء الزيدية، والذي كان يطلق على الشيعة بأنه روافض مقتديا في هذا الأمر بالمعتزلة.

وتابع: إن تيار أنصار الله يمكن القول بأنه يعد النسخة المصححة من الزيدية التقليدية والذي يعتبر قريب من الشيعة أكثر من ما مضى، ويعود ذلك إلى الجهود التي بذلها السيد حسين الحوثي، حيث حاول أن يعزل الفكر المعتزلي من الزيدية، وأن يرجع الزيدية إلى تيارها الرئيسي.

وفي ختام حديثه قال الأستاذ في جامعة المصطفى العالمية (ص): في حرب اليمن نشاهد هجمات أكثر من قبل السعودية على المناطق التي تقطنها أنصار الله، على العكس من المناطق التي تتواجد الزيدية التقليدية؛ إذ أن الوهابية السعودية ترى أن أفكارها قريبة من فكرة الزيدية، والزيدية أيضا وبسبب تعصباتها تسعى أن تبتعد من فكرة أنصار الله والتي قريبة من الشيعة الاثني عشرية.

Leave a comment

You are commenting as guest.

Ahl Al-Bayt World Assembly

The Ahl al-Bayt World Assembly  is an international non-governmental organization (INGO) that was established by a group of Shiite elites under the supervision of the great Islamic authority of the Shiites in 1990 to identify, organize, educate and support the followers of Ahl al-Bayt.

  • Tehran Iran
  • 88950827 (0098-21)
  • 88950882 (0098-21)

Contact Us

Issue
Email
The letter
9-1=? Captcha