حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد سعيد أختر الرضوي

یکشنبه, 06 شهریور 1401

حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد سعيد أختر الرضوي ( ١٩٢٧ - ٢٠٠٢ م) والمعروف باسم العلامة السيد أختر الرضوي، والمقلب برئيس المبلغين، هوأحد مؤسسي منظمة «بعثة بلال مسلم» و «مدرسة أهل البيت(ع)» في دولة تنزانيا. كان عضوًا في الجمعية العامة في المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وفي عام 1993 م أنشأ فرعًا آخر لهذه المنظمة في تنزانيا.
بالإضافة إلى العمل في مجال دمج رعايا الخوجة الاثني عشرية في تنزانيا، شارك العلامة الرضوي أيضًا في الأنشطة العلمية والثقافية، وقام بتأليف وترجمة العديد من الأعمال إلى الإنجليزية والعربية والأردية. وشملت هذه ترجمة بعض المجلدات من تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي، وكتاب الغدير للعلامة أميني. وقد أرشد الراحل العلامة الرضوي في هذا الصدد خمسين ألف شخص إلى المذهب الشيعي الحق، وقام بإنشاء عشرات المساجد والمدارس والمكتبات والحوزات العلمية ومركز صحي...إلخ.

حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد سعيد أختر الرضوي

حياته

ولد العلامة السيد أختر الرضوي في الأول من رجب عام 1345 هـ / 5 يناير 1927م في قرية أوشري في مقاطعة ساران بولاية بهار في الهند، في عائلة متدينة، لكنه نشأ في منزل والده بقرية جوبالبور في منطقة ساران حيث نشأ العديد من العلماء والمفكرين.

أسرته

السيد أختر أحد السادة الرضوية، حيث يعود نسبه إلى الإمام علي بن موسى الرضا (ع) من خلال حفيده موسى المبرقع (ع). السيد «شجاعة علي» أحد أجداده هاجر من إيران إلى الهند، عام 944 هـ. كان أجداده من العلماء ورجال الدين، بالإضافة إلى والده المعظم الحاج السيد أبو الحسن الرضوي، ويُعد ثلاثة من أجداده من العلماء. جد والدته أيضاً هو آية الله السيد زين العابدين من علماء وشعراء وأطباء عصره، وبعد وفاته ترك عددًا كبيرًا من الكتب والمطبوعات التي كان يستفاد منها العلامة الرضوي.

كان والد العلامة رضوي، آية الله الحاج السيد أبو الحسن الرضوي، أحد العلماء والأطباء المعروفين في عصره. عمل أولاً مع مدرسة الناصرية العلمية في مدينة جنبور، ومن ثم حتى عام 1940م مع مدرسة العباسية العلمية في مدينة باتنا، وبعد إغلاق المدرسة العباسية، ذهب إلى هلور بناءً على طلب أهلها، وتولى إمامة الجمعة في هذه المدينة، وبدأ في نشر الدين.عاد العلامة الرضوي إلى وطنه بعد ست سنوات في هلور، وبالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والدينية، قام أيضًا بعلاج المرضى في عيادته.

أكمل العلامة الرضوي تعليمه الابتدائي في قرية جوبالبور، ثمَّ انتقل في الثامنة من عمره مع والده إلى مدينة باتنا، حيث درس العلوم الدينية ولمدة من الزمن في مدرسة العباسية العلمية، ثم انتقل إلى مدرسة السليمانية العلمية، وإلى جانب ذلك درس أيضًا اللغة الإنجليزية والفارسية، وكذلك الرياضيات. ثم ذهب إلى ولاية أوتار براديش عام 1941م لمتابعة دراساته العليا في العلوم الدينية، فدخل مدرسة (جامع العلوم الجوادية) في بنارس، وبعد خمس سنوات من الدراسة حصل في عام 1946م على درجة فخر الأفاضل من هذا المركز. وبالإضافة إلى الدراسة الحوزوية، درس أيضا العلامة الرضوي في التعليم الأكاديمي.

أساتذته

حضر العلامة الرضوي طوال تحصيله الدراسي عند الكثير من العلماء، وحصل منهم على الأدب والفيوضات، ومن أهم أساتذته:

*آية الله السيد أبو الحسن الرضوي

*آية الله السيد ظفر الحسن الرضوي

*حجة الإسلام السيد فرحة حسين

*حجة الإسلام الشيخ مصطفى جوهر

*حجة الإسلام السيد غلام مصطفى

*حجة الإسلام السيد مختار أحمد

*حجة الإسلام الشيخ كاظم حسين

*حجة الإسلام السيد محمد رضي

اُختير المرحوم سعيد أختر الرضوي في 20 من عمره كإمام جماعة للشيعة في هلور الهند. درس أيضًا لبعض الوقت في مدرسة الواعظين لكناو، وخلال هذه السنوات نشر العديد من الكتب والمقالات حول الموضوعات الإسلامية في المجلات الهندية.

الدعوة إلى التشيع في تنزانيا

هاجر السيد سعيد أختر إلى تنزانيا عام 1960م بهدف نشر المذهب الشيعي والترويج لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، واستقر في ليندي وتعلم اللغة السواحيلية. لقد لعب دورًا مهمًا في دمج مجتمع الخوجة الاثنا عشرية، حتى عدّ عضوًا في هذه الجماعة بسبب ارتباطه الواسع بهم، وذلك على الرغم من  أنه لم يكن من الشيعة الخوجة الاثنا عشرية.

وفي عام 1962م، اقترح العلامة الرضوي تأسيس منظمة بعثة بلال مسلم، وهي منظمة مهمة للشيعة الخوجة الاثنا عشرية، تدعو إلى تبليغ الإسلام وخاصة التشيع بين الافريقيين والتنزانيين، وبموافقة الاتحاد الأفريقي تم تأسيس المنظمة في عام 1967م، وبعد استقرار وضع منظمة بلال مسلم في الثمانينيات والتسعينيات، قام بعض العلماء برحلات إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، من أجل الدعوة إلى مساعدة بعثة بلال مسلم في تنزانيا وكينيا، ونتيجة لجهود هذا العالم البارز، امتدت دائرة نشاط بلال مسلم اليوم إلى ما وراء القارة الأفريقية، ولهذه المنظمة أيضًا فروع في البلدان الأفريقية، وكذلك في الولايات المتحدة والسويد... وغيرها.

أنشطته ومسؤولياته

بعض أنشطة العلامة الرضوي هي كما يلي:

*تقديم وطرح تأسيس (بعثة بلال مسلم) في عام 1962م

*مسؤول بعثة بلال مسلم

*تأسيس "مدرسة أهل البيت" في مدينة دار السلام عاصمة تنزانيا

*تأسيس "المجمع العالمي الإسلامي لأهل البيت (عليهم السلام)" في لندن عام 1982م

*أمين عام المجمع العالمي الإسلامي لأهل البيت (عليهم السلام) في لندن من 1983 إلى 1985م

*تأسيس فرع للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) في تنزانيا عام 1993م

*تأسيس "جمعية بلال الخيرية" في الهند عام 1995م

*عضو في المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)

كما له دور في بناء عشرات المساجد، والمدارس، والمكتبات، والحوزات العلمية، ومركز صحي، والشؤون العامة.

إرسال الطلاب الأفارقة إلى النجف الأشرف

بعد استقراره في إفريقيا، أرسل العلامة الرضوي في أول الأمر خمسة طلاب من الأفارقة بعد إكمال دراسة المقدمات إلى النجف أشرف، حتى يواصلوا دراسة العلوم الدينية تحت إشراف المرجع الديني آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، ولكن بسبب الوضع غير المواتي بالعراق في ذلك الوقت، لم يتمكنوا من البقاء في العراق، وبموافقة الإمام موسى الصدر تم إرسالهم إلى لبنان، ولكن لم يكن جنوب لبنان آمناً، واستمر الصراع بين الفلسطينيين والنظام الصهيوني المحتل. وأخيراً تم إرسالهم إلى حوزة قم العلمية واستمر هذا الأمر حتى الآن، ففي الوقت الحالي يدرس العديد من الطلاب من مختلف دول شرق إفريقيا في مدارس الحوزة العلمية في قم المقدسة والنجف أشرف.

كتابة قواعد الأحوال الشخصية وفق الفقه الشيعي

وكان العلامة الرضوي قد طلب من الحكومة التنزانية أن تعمل المحاكم في هذا البلد، في موارد الأحكام الشخصية "الزواج، والطلاق، والميراث" وفقاً للفقه الشيعي، وقد رفضت الحكومة هذا الطلب في البداية، لكنها قبلته نتيجة الجهود التي بذلت في هذا الأمر، وقد صاغ المتوفى بنفسه قوانين الأحكام الشخصية وفق الفقه الشيعي وقدمها للحكومة، والآن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) يُحكمون وفق هذا القانون.

إلمامه باللغات المختلفة

كان العلامة الرضوي يجيد اللغة الأردية، والفارسية، والعربية، والإنجليزية، والسواحيلية، والهندية، الغوجاراتية، وكان يدرس الإسبانية في نهاية حياته. وإنّ تعلم لغة دولية واحدة على الأقل، تعد من ضرورة لطلاب الحوزات لنشر الدين.

الأسفار من أجل التبليغ

العلامة السيد أختر الرضوي لم يقتصر على منطقة جغرافية معينة من أجل نشر المذهب الشيعي؛ لذلك سافر خلال حياته المباركة إلى أكثر من 30 دولة، ــ وشارك في ندوات ومؤتمرات مختلفة، وحاول نشر الإسلام والترويج لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ــ منها إيران، وكندا، وإنجلترا وشرق إفريقيا. فقد سافر إلى إيران عدة مرات للمشاركة في مؤتمرات المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) وغيرها من المؤتمرات، وحظي بتقدير واحترام فضلاء وعلماء الحوزة العلمية وشخصيات في جمهورية إيران الإسلامية.

 

 

لقاؤه بولي أمر المسلمين

في نهاية حياته، سافر العلامة الرضوي إلى إيران للعلاج بدعوة من رئيس مكتب آية الله العظمى الخامنئي، وخلال هذه الرحلة حقق حلمه الذي كان ينتظره، حيث حظي بشرف لقاء قائد الثورة الإسلامية. وأثناء هذا الاجتماع، أوصاه آية الله العظمى السيد الخامنئي بترجمة كتاب "أصل الشيعة وأصولها" للراحل آية الله الشيخ محمد حسين كاشفه الغطاء إلى اللغة السواحيلية. قبل العلامة الرضوي هذا الاقتراح وبكل سرور وقال: "الآن أصبح واجب عليّ أن أنجز هذا العمل".

إجازاته من المراجع العظام

لطالما كان العلامة الرضوي وبحكم مكانته، موضع نظر ومحاباة من قبل كبار مراجع الدين في النجف والأشرف وقم المقدسة، لدرجة أن العديد من أعاظم مراجع التقليد في العالم الشيعي منحوه إجازة في الرواية، والقضاء، والأمور الحسبية المنوطة بإذن الحاكم الشرعي، وهؤلاء المراجع هم:

*آية الله السيد محسن الحكيم

*آية الله السيد أبو القاسم الخوئي

*آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي

*آية الله السيد محمد الروحاني

*آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري

*آية الله السيد محمد رضا الكلبايكاني

*آية الله الشيخ محمد علي الأراكي

*آية الله الميرزا جواد التبريزي

*آية الله وحيد الخراساني

*آية الله السيد علي الحسيني السيستاني

*آية الله لطف الله الصافي الكلبايكاني

آثاره ومؤلفاته

بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والتبليغية العديدة، لم يتوقف العلامة الرضوي عن البحث واستخدم قلمه من أجل الترويج لمعارف أهل البيت (عليهم السلام)، حتى أن سجله العلمي فيه الكثير من المؤلفات، وكذلك ترجم ونشر عشرات الكتب القيمة، باللغات العربية والإنجليزية والأردية.

وبعض أعمال هذا العالم الشيعي البارز عبارة عن:

*الإمامة (باللغة الإنجليزية)؛ تمت إعادة طباعة هذا الكتاب تسع مرات حتى الآن. كما قامت عدة مراكز بترجمته ونشره باللغات الأردية، والسواحيلية، والبوسنية، والغوجاراتية، والهندية، والعربية.

*القرآن الكريم ومشكلة أخبار الآحاد (باللغة العربية)

*مسألة البداء (باللغة العربية)

*الحاجة للمذهب (باللغة الإنجليزية)

*الشيعة والتشيع (باللغة الإنجليزية)

*الشيعة الخوجة الاثنا عشرية في شرق أفريقيا

*معرفة كربلاء (باللغة الأردية)

*إقامة العزاء والبدعة (باللغة الأردية)   

*ترجمة بعض مجلدات تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي إلى اللغة الإنجليزية

ذوقه الشعري

العلامة الرضوي عندما يُنظر إلى ذوقه الشعري يُعتبر صاحب قدرة شعرية، حيث كتب العديد من القصائد باللغة الأردية، ونشرت مجموعته الشعرية تحت اسم "كليات تبش"، كما كتب كتابًا من القصائد يحتوي على قصائد غزلية، وأنماط شعرية أخرى في مدح الأئمة المعصومين (عليهم السلام).

قارن الراحل السيد محمد النقوي أديب هندي معروف، إن أسلوبه في الشعر يشبه أسلوب ميرزا ​​غالب الشاعر الشهير الناطق باللغة الأردية، وقارن بين الكلمات وذكر:

"إن العلامة الرضوي (ره) ألف بأسلوب غالب وشعراء آخرين، وقصائده قريبة جدًا من قصائد غالب السائدة، لدرجة أنها تشعرك وكأنها من بين قصائد غالب السائدة، والتي لم تُنشر سابقًا، ووصلت إلينا للتو".

كما كتب حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن عباس فطرة، الذي كان على دراية وثيقة بالراحل الرضوي، وهم أنفسهم من أشهرعلماء وأدباء الهند، عن قصائده:

"عُرف منذ صغره كشاعر وكان له ديوان من بين شعراء غوبالبو المتميزين، كانت ذاكرته قوية جدًا لدرجة أنه بعد فقدان ديوانه، تمكن من إعادة كتابته من البداية إلى النهاية مستفيد من قوة حافظته".

وفاته

ودع العلامة الرضوي الدنيا الفانية إلى الحياة الباقية بعد حياة من الجهاد العلمي والنشاط في نشر دين الإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في إفريقيا، بعد 43 عامًا من الإقامة في تنزانيا، في 20 يونيو 2002م، الموافق 8 ربيع الثاني 1423 هـ، عن عمر يناهز 76 عاماً بالعاصمة دار السلام، ودفن جثمان هذا المبلغ الشيعي البارز بعد التشييع المهيب في مقبرة دار السلام الشيعية.

بعد وفاة هذا المجاهد الدؤوب، أعربت العديد من الشخصيات الدينية الشيعية عن تعازيهم للجالية الشيعية التنزانية.

وجاء في جزء من برقية التعزية التي بعثها آية الله العظمى مكارم الشيرازي المرجع في العالم الشيعي:

"إن فقدان الحاج السيد سعيد أختر الرضوي خسارة مؤسفة ومؤلمة أصابت قلوب جميع المهتمين بالإسلام ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام)؛ لأن المرحوم سعيد قضى حياته المباركة في أرض أفريقيا المحرومة من أجل تثبيت دعائم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وتروج الإسلام وتأهيل وأعداد طلبة العلوم الدينية، وأنشاء الحوزات العلمية. لم يكن المرحوم سعيد مجرد محاضر منبري، ولكن من خلال قلمه القدير أيضاً، ومعرفته بخمس لغات عالمية، قدم خدمات قيمة...".

الطابع التذكاري

يُعرف العلامة السيد أختر الرضوي بـ"رئيس المبلغين". وفي المؤتمر الثاني الدائم لتكريم رموز الحوزة على الساحة الدولية عام 2011م في قم، تم الكشف عن الطابع التذكاري للعلامة السيد سعيد أختر الرضوي بحضور الأمين العام للمجمع العالمي للتقرب بين المذاهب الإسلامية، ورئيس جامعة المصطفى العالمية وأبناء هذا العالم، كما أقام الاتحاد الأفريقي صندوقا تخليدا لذكراه.

الخلف الصالح

حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد الرضوي الابن الثاني لسعيد أختر الرضوي، والذي هاجر إلى تنزانيا عندما كان طفلاً مع والده، ودخل مدرسة قم في عام 1972م. عاد إلى الهند عام 1982م، ثم هاجر إلى كندا، واستقر في فانكوفر. له مؤلفات عديدة مثل الترجمات الوصفية للقرآن، والإمام الحسين مخلص الإسلام، وخُمس الضرائب الإسلامية. ويجيد اللغة الإنجليزية، والعربية، والفارسية، والسواحيلية، والأردية، والغوجاراتية.

كما أن حفيد العلامة الرضوي حجة الإسلام والمسلمين السيد كاظم الرضوي هو أحد رجال الدين الشيعة النشطين على الساحة الدولية، والذي أسس مؤسسة أختر تبان بهدف إحياء آثار وطريقة تبليغ رئيس المبلغين العلامة السيد أختر الرضوي في مدينة قم المقدسة، ينصب التركيز الرئيسي لهذا المؤسسة في الوقت الحالي على إحياء وإعادة ونشر آثار العلامة، والتنسيق بين مختلف المؤسسات والمنظمات الإيرانية في شرق إفريقيا وشبه القارة الهندية، من أجل تنظيم الشؤون التعليمية والبحثية والتبليغية.

الدراسات حوله

وقد روى كتاب (أختر تابان) ظروف وحياة وأفكار العلامة السيد أختر الرضوي. وتم طبع ونشر هذا الكتاب وبجهود من السيد رضا مهدوي نجاد، ومحمود مقيمي عن طريق انتشارات جامعة المصطفى.

 

تماس با ما

موضوع
ایمیل
متن نامه
5+4=? کد امنیتی