العلامة عبد الهادي الفضلي

Ever-lasting Figures

Thursday, 25 August 2022

العلامة عبد الهادي الفضلي (2013-1935م) عالم دين شيعي، ومن الشخصيات المؤثرة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية. درس العلوم الحوزوية والجامعية بشكل شامل وكامل، وإضافة إلى نشاطاته الاجتماعية والتبليغية، ترك العديد من المؤلفات في مختلف مجالات العلوم الإسلامية، حيث ألّف أكثر من ثمانين كتابا خالدا وقيما. تأثر العلامة الفضلي بشخصية الشهيد محمد باقر الصدر، وكان من مساندي الثورة الإسلامية الإيرانية.

وكان أيضا عضوا في الهيئة العليا للمجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام، ومن خلال تعاونه مع هذه المنظمة الدولية قدّم خدمات كثيرة لأتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام. وفي عام 2011م تم تكريمه كأحد الشخصيتين الحوزويتين الخالدتين على الساحة الدولية.

السيرة الذاتية

ولد عبد الهادي الفضلي في 4 كانون الأول عام 1935م في قرية صبخة العرب الواقعة قرب البصرة بالعراق، وكانت عائلة الفضلي قد عاشت سابقًا في منطقة الأحساء بالمملكة العربية السعودية. والده العلامة محسن الفضلي ووالدته السيدة عقيلة البطاط. وقبل دخوله المدرسة تعلم عبد الهادي الفضلي تلاوة القرآن، وبسبب حفظه لعدد من سور القرآن التحق مباشرة بالصف الثاني بمدرسة الأميرية الابتدائية في صبخة العرب. وبعد نهاية السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية بدأ بدراسة الدروس على يد والده، وذلك بالإضافة إلى دروس المدرسة.

الدراسة الحوزوية

درس العلامة الفضلي القواعد اللغة والصرف والنحو والمنطق والبلاغة على يد والده والشيخ جاسم بن محمد جميل البصير البصري، وقد هاجر في سن الرابعة عشرة إلى النجف الأشرف عام 1946م لاستكمال دراساته الدينية، فدرس مرحلتي المقدمات والسطوح على يد الشيخ علي زين الدين، والشيخ علي شبر، والشيخ محمد علي الخمايسي. وبعد أنّ أمضى مرحلتي المقدمات والسطح شارك في دروس مرحلة البحث الخارج لكل من السيد محسن الحكيم، والسيد أبو القاسم الخوئي، والسيد محمد باقر الصدر، ومحمد طاهرآل راضي، ومحمد رضا مظفر.

كان الشيخ عبد الهادي الفضلي يتمتع منذ صغره بذكاء عال، وفي وقت قصير أتقن الدروس الحوزوية والجامعية، وفي سن العشرين استطاع الحصول على إذن للرواية من آغا بزرك الطهراني في عام 1955م وجاء في جانب من هذا الإذن: "الشيخ الفاضل قد بلغ في سن المبكرة مستوى من الكمال العلمي لا يمكن بلوغه إلا بالجهود الدؤوبة من قبل الكبار العلماء... فقد حصل على إذن مني للرواية، وسمحت له؛ لأنني رأيته يتمتع بالكفاءة ".

وقد وصفه الشهيد الصدر بأنّه أحد مفاخر الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وفي رسالة وجهها إليه، عندما سافر إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية، جاء فيها: "أوضاع الحوزة العلمية بشكل بحيث تحتاج لأمثالكم لرفع رأسها...على أي حال، سواء كنتم قريبين من الحوزة العلمية أو بعيدين عنها، فأنتم من آمال ومفاخر الحوزة".

الدراسة الجامعية

بدأ العلامة الفضلي دراسته الجامعية بالالتحاق بكلية الفقه في النجف الأشرف، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية عام 1961م، ونال درجة الماجستير في الأدب العربي من جامعة بغداد عام 1971م، ومن ثم بدأ بالتدريس في كلية الفقه بشكل متزامن، وكان عضوا في هيئة التدريس فيه أيضا.

وفي نفس العام سافر إلى المملكة العربية السعودية، وبدأ بتدريس قواعد اللغة العربية والصرف والنحو في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة، وبعد عامين تم إيفاده من نفس الجامعة إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لدراسة الدكتوراه وفي عام 1976م، فتخرج، ونال الدكتوراه في قواعد اللغة العربية والصرف والنحو والعروض.و بعد تقاعده من التدريس في الجامعة السعودية، وجهت إليه الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن الدعوة للتدريس. وقام العلامة بتدريس إسلوب البحث في العلوم الإسلامي في هذه الجامعة.

عاد العلامة الفضلي إلى وطنه في السنوات الأخيرة من عمره الشريف، واستقر في مدينة الدمام الشيعية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وخلال هذه السنوات، كانت له نشاطات واسعة في مجالات التبليغية والثقافية والعلمية، وخاصة من خلال المشاركة في المحاضرات والملتقيات والمؤتمرات العلمية والثقافية مقدما الكثير من الخدمات للعلماء والشخصيات الثقافية الشيعية في السعودية.

الداعي إلى الوحدة

رغم أنّ العلامة عبد الهادي الفضلي كان يعتبر بأنّ التعاليم الشيعية غنية جدًا، وضعفها يكمن في التبليغ غير المناسب كان يدعو الجميع باستمرار إلى الوحدة بين الفرق والمذاهب الإسلامية. وفي هذا الصدد قد نقل عنه جمل تتمتع بالحكمة منها: "توحيد الكلمة في ظل كلمة التوحيد"، و"علينا أن نبتعد عن الغلو؛ لأنّ فتنه قد تؤدي إلى قتل المسلمين بعضهم بعضاً".

آثاره ومؤلفاته

بلغ عدد آثار العلامة الفضلي في اطار المقالات البحثية والمؤلفات إلى 80 أثرا، حيث تم نشر البعض منها والأخرى ما زالت مخطوطة، فيما يلي نشير إلى بعض آثار العلامة الفضلي:

• القراءات القرآنية، تاريخٌ وتعريف
• الإسلام مبدأً التربية الدينية
• دراسة منهجية لأصول العقيدة الإسلامیة
• أهل البيت، دراسة معجمية دينية فی المصطلح
• مذهب الإمامية، بحث في النشأة وأصول العقيدة والتشريع
• التقليد والاجتهاد، دراسة فقهیة لظاهرتي التقلید والاجتهاد الشرعيين
• ديوانين شعريين تحت عنوانين " باقة شعر" و"شیء من الشعر"

عيادة قائد الثورة للعلامة الفضلي في المستشفى

نقل العلامة الفضلي خلال إحدى زياراته إلى إيران إلى المستشفى، وذلك إثر اصابته بوعكة صحية، وقام سماحة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله السيد علي الخامنئي بعيادته في المستشفى.

وأثناء عيادته للعلامة الفضلي، رفع آية الله الخامنئي يد العلامة اليمنى مخاطبا الحاضرين: "هذه اليد خدمت الإسلام كثيرا".

 

 

وفاته

توفي عبد الهادي الفضلي في اليوم السابع من شهر أبريل عام 2013م عن عمر يناهز 78 عامًا بعد معاناته لأعوام من المرض، ودفن في مدينة سيهات في المنطقة الشرقية بالسعودية، وفي أعقاب هذا الحادث الحزين، صدرت رسائل تعزية من شخصيات دينية وسياسية مهمة، بما في ذلك قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله الخامنئي، وآية الله العلوي الجرجاني.

وأعرب قائد الثورة في رسالة عن تعازيه بوفاة العلامة الفضلي، وجاء في جانب من هذه الرسالة:

"إنّ العلامة الفقيد قضى عمره الشريف في الجهاد العلمي والسياسي والدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية. وكان هذا الفقيد من رواد الفكر والمنظّرين الإسلاميين البارزين، وخير دليل على ذلك آثاره ومؤلفاته النفيسة. كان المرحوم العلامة الفضلي ملجأ لعلماء الأمة، وبفكره وحركته وجهاده ومساعيه الداعية للوحدة قدم أنموذجا وأسوة لتقريب القلوب، وتوحيد صفوف الإسلام، والتضامن والابتعاد عن النزاعات والخلافات وتركيز الأنظار والأفكار على العدو المشترك للأمة الإسلامية العظيمة".

دراسته

كتاب "ميثاق الفضل" من تأليف "إدارة الأبحاث بجامعة المصطفى (ص)" يلقي لمحة عامة على حياة وآثار وأفكار العلامة عبد الهادي الفضلي.

 

 

Tags

• الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)